إعلان رفض الاسكتلنديين الاستقلال عن المملكة المتحدة .

مشاركة

في مثل هذا اليوم الموافق ل 2014 رفضت إسكتلندا الاستقلال في استفتاء تاريخي هدد بتقطيع أوصال المملكة المتحدة وببث الاضطراب في القطاع المالي وتقليص ما تبقى من نفوذ بريطانيا في العالم لكنها في الوقت ذاته تتطلع إلى سلطات جديدة أوسع.

وبدد التصويت لصالح الاتحاد الذي تشكل قبل 307 أعوام بواعث قلق ملايين البريطانيين ومن بينهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي كان منصبه أيضا على المحك فضلا عن الحلفاء الذين روعهم احتمال انفصال إسكتلندا عن المملكة المتحدة في مختلف أنحاء العالم.
وبعد إعلان نتائج 31 دائرة انتخابية من أصل 32 دائرة حصل دعاة الانفصال على 45 بالمئة من الأصوات بينما حصل أنصار البقاء في المملكة على 55 بالمئة من الأصوات. ومع ذلك اتفق زعماء سياسيون من مختلف الأطياف على أن بريطانيا سوف تتغير إلى الأبد.
وهلل مؤيدو الاتحاد وتبادلوا القبلات واحتسوا النبيذ والجعة في جلاسجو أكبر مدينة في إسكتلندا حيث فاز الانفصاليون في حين اعترف الزعيم القومي أليكس سالموند بالهزيمة في أدنبرة التي دعم الناخبون فيها الوحدة مع المملكة المتحدة.
وقال سالموند “قررت إسكتلندا بالأغلبية ألا تصبح دولة مستقلة في هذه المرحلة. أقبل حكم الناس هذا وأدعو كل إسكتلندا إلى أن يحذوا حذوي في قبول القرار الديمقراطي لشعب إسكتلندا.”
وأمام مقر إقامته في لندن قال كاميرون يوم الجمعة إن مسألة استقلال إسكتلندا حسمت لجيل. وقال كاميرون “لا يمكن ان تكون هناك خلافات أو إعادة… استمعنا إلى الإرادة الراسخة للشعب الإسكتلندي.”
ومن المتوقع أن تدلي الملكة إليزابيث الثانية وهي في قلعة بالمورال بإسكتلندا بتعليق نادر يوم الجمعة.
وعلى حسابه على موقع تويتر قال كاميرون “تحدثت للتو مع زعيم الحزب القومي الإسكتلندي أليكس سالموند وهنأته على الحملة الشرسة. أنا سعيد لأن الحزب القومي الإسكتلندي سينضم لمحادثات نقل السلطات.”
وفي وقت سابق يوم الجمعة أوضح نائب رئيس الوزراء نيك كليج أنه يريد من الحكومة منح سلطات جديدة لإسكتلندا قائلا إن رفض الإسكتلنديين للاستقلال يعكس ضرورة المضي في إصلاح دستوري أوسع في مختلف أنحاء بريطانيا.
وقال كليج “أنا سعيد للغاية أن الشعب الإسكتلندي اتخذ هذا القرار بالغ الأهمية للحفاظ على الأسرة التي تضم بلادنا للأجيال القادمة.”
وألهبت الحملة من أجل الاستقلال حماسة إسكتلندا التي يقطنها 5.3 مليون نسمة لكنها أيضا فرقت بين الأصدقاء والأسر من الجزر الإسكتلندية النائية بالمحيط الأطلسي إلى مدينة جلاسجو.
وقفز الجنيه الإسترليني مقابل الدولار واليورو في حين ارتفعت أسعار الأسهم البريطانية. وقال رويال بنك أوف سكوتلند إنه ألغى خططا لنقل مكتبه إلى إنكلترا.
وعلى الرغم من تجنب تفكك المملكة المتحدة سادس أكبر اقتصاد في العالم والعضو الدائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعترف حكام بريطانيا بأن استفتاء إسكتلندا سيؤدي إلى إعادة تشكيل الاتحاد.
وأمام صورة عملاقة للعلم الإسكتلندي بلونيه الأبيض والأزرق أقر سالموند بهزيمته ، لكنه دعا السياسيين البريطانيين في لندن إلى الوفاء بوعدهم الذي أطلقوه في اللحظات الأخيرة قبيل الاستفتاء بمزيد من الصلاحيات لإسكتلندا.
وأضاف سالموند قبل أن يحني رأسه “ستتوقع إسكتلندا الالتزام بذلك بسرعة.”
وأظهرت استطلاعات الرأي زيادة في مساندة الانفصال قبل أسبوعين من الاستفتاء مما أدى إلى تعهد بريطاني سريع بمنح المزيد من الصلاحيات لإسكتلندا في خطوة أثارت غضب بعض النواب الإنكليز في وستمنستر.
وفي محاولة لاحتواء الغضب تعهد كاميرون بالتوصل إلى تسوية دستورية جديدة من شأنها أن تمنح إسكتلندا السلطات التي وعد بها وتعطي أيضا صلاحيات لإنكلترا وويلز وإيرلندا الشمالية.
من جانبه رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن ببيان كاميرون بعد أن رفض الإسكتلنديون الانفصال.
وقال راسموسن في بيان “المملكة المتحدة عضو مؤسس في حلف شمال الأطلسي وأنا على ثقة في أن المملكة المتحدة ستواصل الاضطلاع بدور قيادي في الحفاظ على قوة الحلف…أرحب ببيان رئيس الوزراء كاميرون بأن المملكة المتحدة ستبقى دولة موحدة.”
مشاركة