مدينة العيون أكبر حواضر الصحراء، تُطل على المحيط الأطلسيّ من الجهة الغربية، تم تأسيسها من قبل الإسبان كقاعدة عسكريّة لهم وكان ذلك في عام (1928م)، تحدّها من الجهة الشرقية موريتانيا، ومن الجهة الجنوبية يحدّها وادي الذهب (لكويرة)، ومن الشمال كلميم السمارة، أمّا من الغرب فيحدها المحيط الأطلسي، ومن الجدير بالذكر أنّ تضاريس المنطقة ليست بالوعرة، إلا المجاري التي حُفرت بفعل سيول الأودية، وبعض المنخفضات التي يُطلق عليها السبخات وهي: عبارة عن برك ماء لتجميع الملح، تبلغ مساحتها قرابة (139.480) كيلومتراً مربعاً، أي تعادل ما نسبته (20%) من مساحة المغرب الكلية.
تمنح مدينة العيون لزوارها وجهين عن المدينة، وجه عصري يتمثل في فنادقها الحديثة وشوارعها الواسعة مثل شارع مكة، والذي يُعد أطول الشوارع في المنطقة، ويبدأ من أول المدينة لآخرها، حيث تنتشر هناك على جوانبه المطاعم والمقاهي الحديثة والعصرية: ووكالات السياحة والسفر، أما الوجه الآخر والمتمثل في الحياة البسيطة والبادية والضواحي والصحارى. تتمتع مدينة العيون باقتصاد تجاريّ حر يرتكز على السياحة، حيث الفنادق المتعددة مثل: فندق بارود، والمسيرة، ونكجير، وصحراء لاين، وجوزيفينا، والمرسى، ومكة، وزمور، بالإضافة للعديد من المطاعم الشهيرة مثل مطعم وسط المدينة، وبيرلا، وكذلك يوجد فيها العديد من المخيمات السياحيّة الموسمية والثابتة مثل: مخيم الساحل، والنيل في شاطئ فم الواد، وبدوان، وواحة المسيد، أما وكالات السفر فتشمل تقديم رحلات وجولات لأهم الأماكن السياحية في الصحراء مثل: سفري فوياج، وسبييس، وصحاري كنارياس.
توجد في وسط المدينة ساحة كبيرة على شكل واحة تملأها أشجار النخيل بمنظر جميل ورائع ويطلق عليها “ساحة المشوار”، تم إنشاؤها في عهد الملك الحسن الثاني، عندما زار المدينة خلال العام (1985م)، بالإضافة لمجمع الصناعات التقليدية، ومتحف فنون الصحراء، واللذان يمنحان الزوار متعة التعرف على المنتوجات التقليدية الصحراوية المصنوعة من مواد طبيعية مثل: جلد الإبل والماعز والعاج، والتي يُصنع منها أدوات للطبخ والتحف وكذلك سوق للحلي الفضية سواءً الحلي القديمة أو الحديثة، حيث يزور هذا السوق العديد من السياح الأجانب والمحليين. ومن المناظر الخلابة أيضاً شاطئ فم الواد الذي يبعد قرابة (20) كيلومتراً عن المدينة، والذي يتميّز بالكثبان الرملية ذهبية اللون، حيث يصنع الزوار الشاي بالطريقة التقليدية على الشاطئ، حيث إن تحضير الشاي من الطقوس اليومية لسكان المنطقة، بالإضافة أنه دليل الترحيب بالضيف، وكلما طالت مدة تحضيره كان له طعم ومذاق مميّز.