إعلان 30 دولة إفريقية تأسيس “منظمة الوحدة الإفريقية” في أديس أبابا.

مشاركة

في مثل هذا اليوم، الموافق لـ 25 ماي 1963  إعلان 30 دولة إفريقية تأسيس “منظمة الوحدة الإفريقية” في أديس أبابا.

بعد قرابة أربعين عاما أعلن الرؤساء الأفارقة أن منظمة الوحدة الأفريقية التي لعبت أدوارا مهمة في تحرير بلدانهم لم تعد هي الوعاء المناسب لتحقيق طموحات القارة في الاستقرار والتنمية، ودشنوا اتحادا بديلا أطلقوا عليه الاتحاد الأفريقي. هذا التقرير تعريف بالمنظمة الراحلة.. أهدافها وظروف نشأتها والمعوقات التي وقفت في طريق تحقيق كامل آمالها.

   التأسيس
تأسست منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963 وقد تم التوقيع على ميثاقها في 25 ماي من العام المذكور وذلك في أعقاب أول قمة أفريقية انعقدت في أديس أبابا وحضرها ممثلون عن 30 دولة أفريقية مستقلة.

ونص هذا الميثاق، في ما نص عليه، على عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية واحترام سيادة الدول الأعضاء في المنظمة وحرمة حدودها.

وقد ارتفع عدد الدول الأعضاء في المنظمة من ثلاثين دولة عام 1963 إلى 53 دولة عام
2002.

المؤتمرات
تعقد منظمة الوحدة الأفريقية اجتماعا سنويا في واحدة من العواصم الأفريقية يحضره رؤساء دول وحكومات الأقطار الأعضاء فيها. وقد جرت العادة بأن يحضر الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة جلسة الافتتاح ويلقي كلمة فيها، ثم يتناوب على الكلام ممثلون عما يمكن اعتباره الكتل الأربع داخل القارة الأفريقية:
ممثل عن الأقطار الأفريقية العربية.
وآخر عن الأقطار الأفريقية الناطقة بالفرنسية.
ثم الأقطار الأفريقية الناطقة بالإنجليزية.
وأخيرا ممثل عن الأقطار الأفريقية الناطقة بالبرتغالية.

  الأهداف
كانت منظمة الوحدة الأفريقية قد حددت لنفسها يوم تأسيسها أهدافا وطموحات عظمى:

تحرير القارة نهائيا من الاستعمار.
القضاء على التخلف الاقتصادي.
توطيد دعائم التضامن الأفريقي.
الارتقاء بالقارة إلى المكانة التي تليق بها على ساحة صنع القرارات الدولية… إلخ.
معوقات سياسية
بيد أنها انشغلت عن هذه الأهداف، ولا تزال، بالخلافات التي ظهرت داخل الصف الأفريقي والتي كثيرا ما تحولت إلى نزاعات مسلحة.

ورغم الصعوبات التي واجهتها في توحيد كلمتها، من جراء المصالح المتناقضة التي توجه سياسات هذه الدول، فقد تمكنت منظمة الوحدة الأفريقية، في مطلق الأحوال من الاضطلاع بدور الحكم الفعال في عدد من النزاعات الأفريقية الداخلية.

وقد يختلف قادة الدول الأفريقية مع المنظمة، بل وقد يهاجمونها ويقاطعون أعمالها لفترة، بيد أنهم ينتهون دوما في آخر الأمر، إلى التوجه إلى العاصمة التي تستضيف اجتماعها السنوي ليحتلوا مقعدهم إلى جانب بقية زملائهم.

وإن بدأت المنظمة توجه اهتماماتها نحو بذل المزيد من الجهود في مجال تحقيق التنمية الاقتصادية -وهو الهدف الذي أهملته طويلا وتركت أمر رعايته للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة- حتى فوجئت بانفجار العديد من الصراعات الإثنية والحروب الأهلية في القارة (الصومال – ليبيا – رواندا
-بوروندي – أنغولا – سيراليون – غينيا الاستوائية – السودان.. إلخ), وذلك تحت تأثير التغيرات في البيئة الدولية والإقليمية والمحلية، غير أن هذه الأوضاع على شدتها وآثارها المأسوية لم تقعد المنظمة عن محاولة البحث عن أطر لتسوية المنازعات في أفريقيا (القمة الأفريقية بالقاهرة – يونيو/ حزيران 1993).

ورغم عجز هذه الآلية حتى الوقت الحاضر عن القيام بدور فاعل في تسوية المنازعات الأفريقية، إلا أنها تشكل في النهاية تعبيرا أفريقيا جماعيا عن الرغبة في مواجهة مثل هذه المنازعات في إطار أفريقي جماعي.

مشاركة