استخدام الدبابات لأول مرة في التاريخ من قبل الجيش البريطاني.

مشاركة

في مثل هذا اليوم الموافق ل 1916 كانت الدبابات الأولى التي أدخلت ميادين المعارك  بطيئة عموما ومن الصعب المناورة بها، وكان أداؤها سيئا في التضاريس الوعرة. وتأثرت النماذج الأولى بشكل كبير بنماذج الجرارات التجارية. وبينما كانت منيعة ضد الأسلاك الشائكة والأسلحة الصغيرة والشظايا، كانت تلك المدرعات البدائية لا تزال ضعيفة أمام نيران الرشاشات الثقيلة والضربات المباشرة من طلقات المدفعية شديدة الانفجار. وكانت معظم الدبابات من نسختين: الدبابات “الذكور” المزودة بالمدفعية لمهاجمة المواقع المحصنة، ونماذج “الإناث” المسلحة برشاشات لاستهداف مشاة العدو.

و طور البريطانيون النماذج الأولية للدبابات في سرية تامة تقريبا، بعد اقتراح قدمه الجنرال إرنست سوينتون (1868-1951)، وبدعم شديد من رئيس الوزراء ونستون تشرشل (1874-1965). وفي فبراير/شباط 1915، شكلت الحكومة “لجنة المركبات” التي تألفت من مهندسين عسكريين وضباط من الجيش والخدمة البحرية الملكية، لاستعراض خطط المركبات المدرعة الجديدة. وتعد أول دبابة يتم بناؤها في العالم، هي No. 1 Lincoln Machine “آلة لينكولن رقم 1″، التي صممها سير ويليام تريتون (1875-1946) والملازم والتر غوردون ويلسون (1874-1957). وكانت تعرف باسم “ليتل ويلي”، وتم تصميمها وبناؤها بين أغسطس و سبتمبر من عام 1915. وخلال بناء “ليتل ويلي” Little Willie، بدأ تريتون وويلسون العمل على تصميم آخر قادر على تلبية متطلبات مكتب الحرب الجديد. وسمي الجهاز الجديد، الذي تم الانتهاء من تطويره في يناير/كانون الثاني 1916، “مارك الأول” Mark I ، لكن بات يشار إليه باسم “ويلي الكبير” Big Willie أو “الأم”.

لكن بريطانيا  أدخلت الدبابات إلى ساحة القتال لأول مرة في معركة “ذا سوم” في 15 سبتمبر1916. ومن أصل 49 من الدبابات البريطانية الأولى التي نشرت في فرنسا، أمكن لـ31 فقط عبور الخطوط الألمانية، وذلك بسبب المشكلات الميكانيكية التي عانت منها. كما عانت حرب الدبابات المبكرة من طواقم عديمة الخبرة، وعدم وجود قواعد واضحة في ما يتعلق باندماجها مع المشاة. ومع ذلك، فإن نجاح الدبابة في تحقيق المفاجأة وإمكاناتها للتغلب على حرب الخنادق دفع القيادة البريطانية العليا إلى أن تأمر بدخول 1000 دبابة أخرى في ميدان المعركة التالية.

مشاركة