افتتاح شارع المعز في منطقة الأزهر بالقاهرة.

مشاركة

في مثل هذا اليوم من العام (2008)، تم افتتاح شارع المعز لدين الله الفاطمي أو الشارع الأعظم و هو شارع يمثل قلب مدينة القاهرة القديمة والذي تم تطويره لكي يكون متحفاً مفتوحاً للعمارة والآثار الإسلامية، مع نشأة مدينة القاهرة خلال عهد الدولة الفاطمية في مصر ،نشأ شارع المعز فكان تخطيط المدينة يخترقه شارع رئيس يمتد من باب زويلة جنوباً وحتى باب الفتوح شمالاً في موازاة الخليج، وأطلق عليه الشارع الأعظم وفي مرحلة لاحقة قصبة القاهرة، حيث قسم المدينة إلى قسمين شبه متساويين وكان المركز السياسي والروحي للمدينة، مع التحول الذي عرفته القاهرة أوائل القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي خلال عهد الدولة المملوكية مع بدء هجوم التتر على المشرق والعراق، التي  نزح كثير من المشارقة إلى مصر، فعمرت الأماكن خارج أسوار القاهرة، وأحاطت الأحياء الناشئة بسور القاهرة الفاطمي، وزخر الشارع الأعظم بسلسلة من المنشآت الدينية والتعليمية والطبية والتجارية والسكنية، بحيث أصبح القسم الأكبر من الآثار الإسلامية لمصر مركزاً داخل حدود القاهرة المملوكية، وتجمعت الأنشطة الاقتصادية في هذا العصر حول الشارع الأعظم وعلى امتداده خارج باب زويلة تجاه الصليبة والقلعة، وامتدت قصبة القاهرة خارج أسوارها الفاطمية من أول الحسينية شمالاً خارج باب الفتوح وحتى المشهد النفيسي جنوباً خارج باب.
أطلق على الشارع قديماً عدة أسماء هي الشارع الأعظم وقصبة القاهرة وقصبة القاهرة الكبرى، وأخيراً أطلق عليه اسم المعز لدين الله في عام (1937)، تكريماً لمنشئ القاهرة، وتمتد تلك التسمية من باب الفتوح إلى باب زويلة، شاملة شوارع باب الفتوح، أمير الجيوش، النحاسين، بين القصرين، الصاغة، الأشرفية، الشوايين، العقادين، المناخلية، والمنجدين، السكرية إلى باب زويلة، وتعود التسمية الحالية إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وهو أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن المهدي عبد الله الفاطمي، الذي يعود أصله إلى جزيرة صقلية بينما ولد بمدينة المهدية سنة 319هـ وتنسب إليه القاهرة المُعزية، بويع بالخلافة في المغرب وكان أول خليفة فاطمي يدخل مصر بعد فتحها سنة 358هـ.
يتضمن التخطيط لمدينة القاهرة الإشارة إلى عدد من المسميات مثل الخط أو الحارة التي اشتملت على الدروب، الأزقة أو العُطف، الخوخ، الأسبطة، الرحاب، والتي شكلت في مجموعها التخطيط العام للموقع، وقد كانت أولى العواصم الإسلامية في مصر هي الفسطاط والتي اختطت فيها الخطط كسائر المدن الإسلامية، ووزعت بين الجند الفاتحين، وكان بها أيضاً دور للأعيان تجمع حولها بطبيعة الحال موالي أصحاب تلك الدور، كذلك كانت العسكر ثاني العواصم الإسلامية في مصر والتي أنشأها العباسيون، فأقاموا فيه دورهم ومساكنهم وثكنات الجند “دار العسكر”، ومع تأسيس مدينة القطائع الطولونية قسمت المدينة الجديدة الناشئة إلى عدة قطع سكنها عبيد بن طولون وغلمانه وعساكره وجعل لكل طائفة قطعة، ثم جاء تأسيس مدينة القاهرة كامتداد لذات السياق فظهر مصطلح الحارة كمرادف للخِطَّة أو المَحَلَّة لتدلل على المناطق السكنية أو الأحياء وأخذت كل حارة اسم الجماعة أو القبيلة التي سكنتها أو نسبة إلى شخصية ذات شأن مثل الحسينية، الجودرية، زويلة، اليانسية، الريحانية، برجوان، أمير الجيوش، الجمالية، الغورية، وتميزت حارات أخرى بأسماء الصناع والحرفيين والتجار الذين أقاموا فيها مثل النحاسين، التمبكشية، الخيامية، الفحامين، الصنادقية، المغربلين، الكحكيين، السروجية، السيوفية، سوق السلاح، أو نسبة إلى أسماء المنشآت الرئيسية الموجودة بها أو إلى طبيعة تلك المنشآت مثل بين القصرين، الخرنفش.

مشاركة