في مثل هذا اليوم من 29 يونيو 1928 تم اكتشاف دواء البنسلين على يد ألكسندر فلمنج.
الكسندر فلمنج (1881 – 1951) هو مكتشف البنسلين ولد في لوخفيلد باسكتلندا سنة 1881 ، و بعد تخرجه في المدرسة الطبية بلندن انشغل فلمنج في دراسات التعقيم. و عندما التحق بالجيش في الحرب العالمية الأولى ، كان مهتما بالجروح و العدوى ، و لاحظ ان الكثير من المطهرات تؤذى خلايا الجسم أكثر مما تؤذيها الميكروبات نفسها. و لذلك ايقن ان الذى تحتاج اليه هو مادة تقضى على البكتيريا ، و في نفس الوقت لا تؤذى خلايا الجسم. و في سنة 1922 بعد نهاية الحرب ذهب إلى معمله يستكمل دراساته و اهتدى إلى مادة اطلق عليها اسم ليسوزيم هذه المادة يفرزها الجسم الانسانى ، وهى خليط من اللعاب و الدموع .
و هى لا توذى خلايا الجسم ، و هى تقضى على بعض الميكروبات ، ولكن مع الاسف لا تقضى على الميكروبات الضارة بالانسان. وعلى الرغم من طرافة هذا الاكتشاف فانه لم يكن شيئا عظيما. اما اكتشافه العظيم فقد حدث في سنة 1928 ، فقد تعرضت احدى مزارع البكتريا للهواء و تسممت . و لاحظ فلمنج ان البكنتريا تذوب حول الفطريات في المزرعة التى اعدها في المعمل. و استنتج من ذلك ان البكتريا تفرز مادة حول الفطريات ، و ان هذه المادة قاتلة للبكتريا العنقودية. هذه المادة اطلق عليها اسم البنسلين اى العقار المستخلص من العفونة و ان هذه المادة ليست سامة للانسان او الحيوان.
ونشرت نتائج ابحاث فلمنج سنة 1929 و لم تلفت النظر أول الامر . واعلن فلمنج ان هذا الاكتشاف من الممكن ان تكون له فوائد طبية خطيرة . و لم يستطع ان يبتكر طريقة لاستخلاص هذه المادة او تنقيتها. و ظل هذا العقار السحرى عشر سنوات دون ان يستفيد منه احد.
واخيرا في سنة 1930 قرأ اثنان من الباحثين البريطانيين هما هوارد فلورى و ارنست تشين ما كتبه فلمنج عن اكتشافه الخطير ، و اعاد الاثنان نفس التجارب و جربا هذه المادة على حيوانات المعمل. وفي سنة 1941 استخدما البنسلين على المرضى . و اثبتت تجاربهما ان هذا العقار الجديد في غاية الاهمية.
وبمساعدة من حكومتى أمريكا و بريطانيا تسابقت الشركة الطبية على استخلاص مادة البنسلين بكميات ضخمة . و توصلت هذه الشركات إلى طرق اسهل لاستخلاص المادة السحرية و انتاج كميات هائلة و طرحها في الاسواق.
واستخدم البنسلين أول الامر لعلاج مرضى الحرب … و في سنة 1944 اصبح في متناول المدنيين في بريطانيا و أمريكا ، و عندما انتهت الحرب في سنة 1945 اصبح البنسلين في خدمة الجميع
تزوج فلمنج و كان سعيدا في حياته . و كان له ابن وحيد. في سنة 1945 فاز بجائزة نوبل و شاركه فيها كل من العالمين فلورى و تشين اللذين ساعدا في تيسير الحصول على هذا العقار و توفى فلمنج سنة 1955.