انتهاء الحرب بين إنجلترا وإسبانيا بتوقيع «اتفاقية مدريد»

مشاركة

حدث في مثل هذا اليوم الموافق ل 1930. مع مطلع سبعينيات القرن العشرين، بدأت المؤشرات تتواتر بقربِ نهاية حقبة الجنرال فرانكو في إسبانيا بعد تدهور صحته وتقدمه في السن واغتيالِ رئيس وزرائهِ ورجل ثقته المخلص لويس كاريرو بلانكو على يد مسلحي حركة إيتا يوم 20 ديسمبر/كانون الأول 1973، وكانت إسبانيا تستعد للتخلص من إرث فرانكو، ومنه الصحراء الغربية التي غيب الموتُ الجنرالَ وهو يُوصي بإبقائها تحت السيادة الإسبانية.

كان المد التحرري يعم العالم وجذوة المد القومي في المنطقة العربية مشتعلة، وكان المغرب لا ينفك يُطالب بالصحراء الغربية بحسبانها جزءا لا يتجزأ من أراضيه التاريخية، وكان تمسكه بها قد اشتدَّ بعد تخليه عن المطالبة بموريتانيا عام 1969.

وتطالب موريتانيا هي الأخرى بالصحراء الغربية منذ 1957، وتعتبرُ السيادة عليها استكمالا لوحدتها الترابية ولتوحيد مجموعة البيظانْ التي تُشكل من الناحية الديمغرافية أهم مكونات الشعب الموريتاني.

كانت الصحراء الغربية بدأت تشهد منذ الستينيات حركات سياسية محلية مناهضة للاستعمار الإسباني بعضها مقرب للمغرب مثل “حركة الطليعة” بقيادة محمد سيد إبراهيم بصيري والمجموعات القريبة منها، وبعضها لموريتانيا مثل الرمز السياسي المعروف صيلهْ ولد أعبيده الذي كان عضوا بالكورتس الإسباني ممثلا للإقليم الصحراوي ثم أسس جبهة تحرير الصحراء وضمها لموريتانيا.

كان هناك أيضا تيارٌ ثالث يرفع شعار الاستقلال وينادي بقيام دولةٍ صحراوية مستقلة، وشكلت جبهة البوليساريو التي تأسست في مايو/أيار 1973 أهم فصيل في هذا التيار، وكانت مشَكلة أساسا من شباب في مقتبل العمر لا تكاد سنهم يُجاوز العقد الثالث من العمر، وكان الولي مصطفى السيد أبرز قيادات هذا التنظيم ذي النزعة اليسارية، في حين كانت أغلب التيارات الأخرى ذات نزعة تقليدية وتتشكل من وجهاء قبليين.

 
شكَّلت “انتفاضة الزملة” عام 1970، وما رافقها من قمع للصحراويين من قبل الاستعمار الإسباني، مفصلا هاما أجج حراكا تحرريا لم يعرفه الإقليم من قبل. وأسهم احتضار فرانكو -وما كان يعنيه من خروجٍ وشيك لإسبانيا من الصحراء- في مضاعفة الفاعلين المعنيين بالقضية جهودهم أملا في الاستفادة بأنجع الطرق من مرحلة ما بعد فرانكو.

مشاركة