انضمام إندونيسيا للأمم المتحدة

مشاركة

حدث في مثل هذا اليوم الموافق ل 1950 .ادى غياب النص على الانسحاب في ميثاق الأمم المتحدة إلى تباين وجهات النظر مؤيدين لحق الانسحاب ورافضين له ، ورأي ثالث لا يجوز الانسحاب إلا في حالات وظروف معينة . وتعد إندونيسيا أول دولة تنسحب من الأمم المتحدة خلال ما يقارب من ستة عقود من عمر هذه المنظمة الدولية التي تضم الآن أكثر من (191) دولة من دول العالم .ففي عام 1963 ظهرت دولة جديدة هي ( ماليزيا ) وقبلت عضوا في الأمم المتحدة ، إلا أن إندونيسيا رفضت الاعتراف بهذه الدولة بسبب خلافات إقليمية مع هذه الدولة الجديدة ، إذ كانت إندونيسيا تطالب ببعض الأراضي الماليزية (1). ولما كان هناك تنافس بين ماليزيا وجيكوسلوفاكيا لإشغال مقعد غير دائم في مجلس الأمن بموجب المادة 23 من ميثاق الأمم المتحدة ، لهذا اتفق على أن تشغل جيكوسلوفاكيا هذا المقعد لمدة سنة واحدة ثم تشغل ماليزيا هذا المقعد للسنة الأخرى وفعلا احتلت الأخيرة مقعدا في مجلس الأمن في 2 كانون الثاني عام 1965 (2). وقد كان هناك تهديد سابق من الرئيس الإندونيسي سوكارنو في 31 كانون الأول عام 1964 بالانسحاب من الأمم المتحدة إذا شغلت ماليزيا مقعدا في مجلس الأمن بصفة عضو غير دائم ، وفي السابع من كانون الثاني عام 1965م أعلنت إندونيسيا انسحابها من الأمم المتحدة ، وتم انسحاب إندونيسيا فعليا في 22 كانون الثاني 1965 ، وكذلك أعلنت انسحابها من منظمة اليونسكو ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج اليونيسيف ، ولم تفلح جهود الأمين العام للأمم المتحدة يوثانت ( Uthant ) ولا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ولا تدخلات الجمهورية العربية المتحدة ويوغسلافيا السابقة في التأثير على موقف  إندونيسيا ، وقد طلبت إندونيسيا من بعثتها في الأمم المتحدة إلى إنهاء أعمالها في آذار عام 1965 (3). واستندت إندونيسيا في انسحابها إلى أسباب تضمنتها رسالة وزير خارجيتها ( سوباندريو ) إلى الأمين العام للأمم المتحدة وتتمثل في الآتي :

 1- إن ماليزيا دولة حديثة وضعيفة لم يمض عليها سوى شهور قليلة ولم تسهم بدور ملحوظ في حفظ السلم والأمن الدوليين .

2- إن إقحام ماليزيا في عضوية مجلس الأمن يعد خرقا للميثاق وقد حول وظائف مجلس الأمن إلى أضحوكة ، فماليزيا تمثل امتدادا للاستعمار البريطاني في منطقة جنوب شرق آسيا وهذا يساهم في مشكلة انعدام الأمن والسلام في هذه المنطقة .

3- إن إندونيسيا تشعر بالأسف العميق لقرارها إلا أن الظروف التي أوجدتها الدول الاستعمارية في الأمم المتحدة يمثل تحديا لسياسة إندونيسيا في معاداتها للاستعمار بجميع أنواعه وضد المبادئ السامية وأغراض ميثاق الأمم المتحدة .

4- وأضاف وزير خارجية إندونيسيا في رسالته أن حكومته وازنت بين كل الاعتبارات في جوانبها السلبية والإيجابية وإن قرارها يمكن أن يحدث الأثر المطلوب في إصلاح الأمم المتحدة  وحتى لا تتحول الأمم المتحدة إلى هيئة عاجزة عن تحقيق أهدافها في حفظ السلم والأمن الدوليين .

5- قرار إندونيسيا يعد قرارا ثوريا وغير مسبوق ، لكنه اتخذ لمصلحة الأمم المتحدة نفسها كما جاء في هذه الرسالة (4) .

مشاركة