انقلاب عسكري في الجزائر ضد الرئيس “أحمد بن بلة”

مشاركة

في مثل هذا اليوم الموافق ل 19 يونيو 1965 انقلاب عسكري في الجزائر ضد الرئيس “أحمد بن بلة”

ارتبط ملعب “أحمد زبانة” بمدينة وهران، غربي الجزائر، بأوّل انقلاب عسكري في تاريخ البلاد ، نفّذه هواري بومدين وزير الدفاع آنذاك، ضد الرئيس أحمد بن بلة، الذي استمرت فترة رئاسته بين عامي (1962-1965)، في 19 يونيو 1965.

ويحكي أحد المجندين السابقين في صفوف الجيش الجزائري، لوكالة الأناضول، كشاهد عيان، تفاصيل اللحظات التي علم فيها بن بلة (1916-2012)، بانقلاب وزير دفاعه عليه، وذلك أثناء حضوره إحدى المباريات المهمة في هذا الملعب.

وقال الطيب مولاي، الذي كان مجندا في صفوف الجيش الجزائري بثكنة عسكرية في محافظة وهران (450 كلم غربي العاصمة): “كنت شابا في العقد الثاني من العمر، حينما شهدت مع رفقة من أفراد الجيش الجزائري مباراة في كرة القدم، بين الجزائر والبرازيل، حضرناها بزي مدني، والتي احتضنها ملعب الشهيد أحمد زبانة في 19 يونيو 1965″.

وتابع مولاي في حديث لوكالة الأناضول: “كان بن بلة يتابع المباراة ويظهر عليه الاستمتاع الكبير بها، كونه رياضي سابق، حيث شهدت المبارة أداء متميزا من النجم البرازيلي عبيدي بيليه مع فريقه البرازيل، وكانت الأجواء رائعة وحماسية، خاصة من جانب الجزائريين الذين كانوا يشجعون فريقهم بطريقة هيستيرية”.

ومضى قائلا: “وزير الدفاع هواري بومدين نفذ انقلابه العسكري على الرئيس بن بلة، وهو يتابع المباراة في كرة القدم، ولم يعلم الأخير بذلك إلا قبل نهايتها بدقائق”. وخلال مدة المبارة، استطاع بومدين ومعه عدد من قادة الجيش، السيطرة على المقرات الحكومية المختلفة، كما قامت قوات من الجيش، بمداهمة مقر إقامة الرئيس بالجزائر بعد عودته إليه، ليُوضع قيد الإقامة الجبرية بعدها”.

وتشير بعض الروايات التاريخية، إلى أن بومدين (1932-1978)، واسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة، خطّط للانقلاب العسكري ضد الرئيس الراحل بن بلة، بمشاركة عدد من القادة العسكريين، بينهم رئيس أركان الجيش، العقيد الطاهر زبيري، وقائد الاستخبارات الراحل قاصدي مرباح.

فيما أوضح أستاذ التاريخ الجزائري، دباب بومدين،أن “وزير الدفاع بومدين الذي أصبح في ما بعد رئيسا للجزائر (1965-1978)، حوّل اسم الملعب، إلى “19 يونيو 1965″، تمجيدا لحادثة الانقلاب العسكري، التي اعتبرها “تصحيحا ثوريا”، وجعل هذا التاريخ يوم عطلة رسمية في الجزائر. وتابع بومدين “بعد مجيء الرئيس بوتفليقة (انتخب لولاية رابعة في أبريل 2014)، إلى سدّة الحكم في 1999، غيّر تسمية الملعب إلى الشهيد أحمد زبانة وألغى العطلة الرسمية”.

ويحظى ملعب الشهيد أحمد زبانة، الذي شيّد إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر (1830-1962)، بمكانة كبيرة لدى سكان مدينة وهران، حيث يقع في أعرق حي شعبي بالمدينة، وهو “الحمري”، وارتبط بالنجاحات التي حققها فريق المولودية الذي يلعب في الدرجة الأولى المحترفة بالجزائر، وحصل على عدد من البطولات الوطنية والدولية بهذا الملعب.

مشاركة