بدأ التدخل الإسباني في المغرب

مشاركة

حدث في مثل هذا اليوم الموافق ل 1859. ظل المغرب لفترة طويلة محط أطماع الدول الاستعمارية، نظرا لموقعه الاستراتيجي، وكذا لقربه من الدول الأوروبية، وتمتد هذه الأطماع إلى ما يربو على الأربعة قرون حيث بدأت حركة التجار الإسبان تظهر وتتوسع على السواحل المغربية.

وقد وجدت اسبانيا في معاهدة ” الكوسوماس” المبرمة بينها وبين البرتغال سنة 1479، والتي تسمح لها باحتلال جزر الكناري والجنوب المغربي، خير معين على ذلك. فقد نصت معاهدة “الكوسوماس” على اعتراف البلاط الاسباني بمشروعية تحرك البرتغال لاحتلال مملكة فاس، بينما أقرت البرتغال من جهتها لشريكتها إسبانيا باحتلال جزر الخالدات. وانطلاقا من سنة 1865، شن الإسبان غارات كثيرة على الشواطئ المغربية الجنوبية بهدف الاستقرار واستغلال ثرواتها السمكية والتحكم في حركتها التجارية، فيما كانوا يواجهون أي تدخل من القوى الاستعمارية الأخرى لتلك المناطق.

وإلى حدود 1884، لم تتمكن القوات الاستعمارية الإسبانية من بسط سيطرتها على كامل الأراضي المغربية، واقتصرت فقط على التحكم في المركز التجاري بشبه جزيرة الداخلة، وذلك نظرا لشدة وقوة المقاومة المغربية من جهة وكذا الصعوبات المالية التي كانت تواجهها إسبانيا من جهة  أخرى.

وقد انتظرت إسبانيا فترة طويلة من الزمن، إلى حين حدوث تقارب بينها وبين فرنسا تمثل في إبرام اتفاقيات من بينها، اتفاقية 27 يونيو 1900، التي رسمت مناطق النفوذ لكل من الدولتين في الصحراء، وتم تأكيد مقتضيات هذا الاتفاقية بمعاهدتي 3 أكتوبر1904 و27 نونبر 1912، حين شرع الإسبان في شن سلسلة من التدخلات في العديد من المناطق المغربية، حيث تمكن الاسبان من احتلال مركز تجاري بطرفاية في سنة 1916، بمساعدة ودعم من فرنسا، وفي سنة 1920 استولى الإسبان على مدينة الكويرة، ولم يتمكن الاحتلال الإسباني من إخضاع كل قبائل الصحراء المغربية إلا في عام 1934، وذلك باحتلال مدينة السمارة، ومنطقة وادي الذهب.

لكن بداية من توقيع معاهدة فاس المؤرخة في 30 مارس 1912، والتي اعترفت لفرنسا باختصاصات إقليمية وإدارية، أصبح المغرب مقسما إلى ثلاث مناطق، الأولى فرنسية، والثانية إسبانية والثالثة دولية هي منطقة طنجة، وقد اعترفت المعاهدة الإسبانية الفرنسية الموقعة في 27 نونبر 1912 لإسبانيا  بالمنطقة التي عرفت بالمنطقة الإسبانية باختصاصات مشابهة لاختصاصات فرنسا تحت سلطة ممثل السلطان الذي كان يعرف بالخليفة، فيما وضع نظام دولي لمنطقة طنجة سنة 1923.
وبذلك، أفضى الاحتلال الإسباني الفرنسي الذي ظل يناور لما يزيد عن قرن من الزمن، من إجل إخضاع المغرب، إلى تقسيمه إلى مناطق محتلة في الشمال والجنوب.
إلا أن مقاومة المغاربة للإحتلال تواصلت في كل المناطق والجهات إلى حين ألغيت الحماية الفرنسية بموجب التصريح المشترك  الفرسي المغربي، الموقع في 2 مارس 1956، الذي أعلن أن معاهدة عام 1912 لم تعد تستجيب لمقتضيات العصر، وبمقتضى هذه الاتفاقية استعاد المغرب جل ترابه (الأقاليم الشمالية)، كما أن النظام الخاص بالمنطقة الإسبانية ألغي بدوره بإبرام الاتفاقية الإسبانية المغربية الموقعة في 7 أبريل 19

مشاركة