حدث في مثل هذا اليوم الموافق ل 1898 تقع مدينة ماطر شمال غرب العاصمة تونس وتبعُد عنها حوالي 66 كلم وتتبعُ إداريّا لولاية بنزرت وأُحدثت بها أوّل نواة بلديّة في 12 أكتوبر 1898. وتنتصبُ في موقع استراتيجي على مقربة من المحميّة الطبيعية إشكل ويسكنها قرابة 40 ألف ساكن. وسُميّت قديما باللاتينيّة “ماترنسيس” ذات الدلالة على المدنية المُحصّنة ويُرجّح الأجداد على أنّ أبعاد التسمية الحالية تعُود لعوامل طبيعيّة ومُشتقّة أساسا من أمطار الخير.
واقترن تاريخ ماطر بمُناهضة الأهالي لمُعاهدة الحماية الفرنسية لسنة 1881 بالصّعود للجبال وشنّ الهُجومات على معاقل الجيش الفرنسي. وقاوم الرّجال والماجدات الوجُود الاستعماري بالمظاهرات المُدوية خصوصا خلال السنوات 1981 -1982 ومن 1950 إلى 1952 والتي شهدت عاصفة من الغضب والتّصادم مع القوات الفرنسية التي خلّفت 11 شهيدا وعشرات القتلى.
ويقترنُ التّاريخ النضالي لأهالي ماطر باصطفافهم الطوعي وراء الزّعيم الرّاحل الحبيب بورقيبة ولازال كبار الجهة بذكُرون زيارته الشّهيرة للمدينة سنة 1950 وعلى قوائم الحزب الحرّ الدستوري التونسي تأسّست بماطر أوّل شعبة خارج تونس العاصمة سنة 1922 والتي ساهمت إلى جانب المنظمات الوطنية في التعبئة العامّة لعديد المعارك والمحطات النضالية إلى غاية تأمين الاستقلال الوطني. وعلى امتداد أكثر من ستة عشريات شهدت ماطر عدّة تحوّلات جذرية ارتكزت خصوصا على تفليح الأرض الخصبة وتنوّع الأقطاب الصناعية والعلمية ولازالت الجهة تحفظ تراثها المادي بمواقعها الأثرية الرومانية المعرُوفة بـ “تنزاقا” وتتشبث بأصُول تنوع ثراء تراثها المادي واللامادي بمختلف معالمه ومواقعه وعاداته وتقاليده .
