تأسست هوبارت عام 1804 وتصنف على أنها ثاني أقدم المدن الأسترالية بعد سيدني. ويطلق على قاطني المدينة.. الهوبارتيان. وتقع عند مصب نهر ديروينت. ويسيطر على مشهد المدينة العام العمارات الشاهقة.
تشتهر هوبارت بأنها مركز النشاط المالي والإدارة الحكومية في تسمانيا، وتحتوي على ميناء مهم يوفر جميع الخدمات للعلماء الفرنسيين والأستراليين الذين يبحرون سعياً بالإبحار إلى القطب الجنوبي. وهي طبقاً لهامش جوهري تعد الأقل دخلاً بالنسبة للفرد الأسترالي. كما تعاني مستوى أعلى في البطالة والاعتماد على المساعدات الاجتماعية.
وصنفت هوبارت في المرتبة السادسة بين المدن الأكثر أهمية عام 2010. واحتلت المرتبة الحادية عشرة بين المدن الأسترالية بفضل تأثيرها التحديثي والإبداعي طبقاً لمؤشر المدن العالمية المبدعة، ونافست مدناً مثل ريكيافيك عاصمة أيسلندا إضافة إلى مدن مهمة أخرى في العالم. وفي عام 2012 أشادت مؤسسة لونلي بلانيت السياحية العملاقة بفنها وطعامها ومشاهدها الآسرة، وصنفتها في المرتبة السابعة في مطبوعة السفر2013، وكانت المدينة الأسترالية الوحيدة التي تم وضعها على القائمة. وكانت لونلي بلانت صنفت المدينة في المرتبة الحادية والتسعين في مطبوعتها على قائمة المدينة الأفضل في العالم.
تاريخ المدينة
بدأ أول استيطان للمدينة عام 1803 عند مصب نهر ديروين، وسط مخاوف من وجود مستكشفين فرنسيين. وفي عام 1804 نقلت إلى موقع أفضل وهو الموقع الحالي عند سوليفان كوف.
وتعرف المدينة في الأصل باسم بلدة هوبارت، وأطلق عليها هذا الاسم تكريماً للورد هوبارت سكرتير المستعمرات البريطاني. وكان يقطنها قبل استيطانها قبيلة الموهنينير شبه الرحل. ووقعت بين هؤلاء والمستوطنين الأوروبيين صدامات أدت إلى تقليص في سكانها الأبورجين الأصليين الذين جاء المستوطنون مكانهم.
زار تشارلز داروين بلدة هوبارت في فبراير/ شباط عام 1836 في إحدى رحلاته العلمية. وكتب عن هوبرت وعن مصب نهر ديروينت. قائلاً: تقع هوبارت عند الأطراف المنخفضة لتلال تحيط بخليج هوبارت والفيافي المزروعة بالذرة التي يلمع لونها وكأنها قطع ذهبية زرعت على مساحات واسعة. كما تزدهر في أطرافها مزارع البطاطا، وتبدو المدينة في أوج فخامتها، لقد أذهلتني المباني التي تتضمن القليل من المباني الضخمة. سواء كانت مبنية أو قيد الإنشاء. ولكن لأن نهر ديروينت يتمتع بمياه عميقة ويحتوي على واحد من أفضل وأجمل الموانئ في أستراليا، فقد أصبح مركزاً مهماً لسفن صيد الحيتان في جنوبي المحيط، وما لبثت المدينة أن كبرت ونمت وتحولت إلى ميناء رئيسي في أستراليا وأسست فيها مصانع لبناء السفن، وأصبحت مدينة منذ ال21 من أغسطس/ آب عام 1842، وأعيدت تسميتها هوبارت اعتباراً من بداية عام 1881.
وتحتضن المدينة سلاسل ميهان الجبلية في الشرق قبل أن تنتشر على أراض أكثر تسطحاً في ضواحي مثل بلريف. وتقع هذه المناطق المسطحة على السواحل الشرقية، ومن هناك تمتد المدينة شرقاً عبر سلاسل ميهان الجبلة، وتمتد أيضاً على تلال روكباي وأوداون المرتفعة قبل أن تصل إلى منطقة لودرديل.
وتتصل هوبارت بعدد من مناطق الشواطئ بما فيها مصب نهر ديروينت ذاته، وخليج كورنيليان ونوتغروف وكنغستون وبيليرايف وشواطئ هورا وخليج فريدريك هنري.
المناخ
يتميز المناخ في هوبارت بلطف درجات الحرارة، وتنتمي لمناخ المحيط وبلغت أقصى درجة حرارة في المدينة في الرابع من يناير/ كانون الثاني عام 2013، 41 درجة مئوية، بينما وصلت أدنى درجة حرارة إلى 8.2 في الخامس والعشرين من يونيو/ حزيران عام 1973 والحادي عشر من يوليو/ تموز عام،1981 وهي تتلقى أشعة الشمس 9.5 ساعة في اليوم في الشتاء، بينما تبلغ ساعات النهار في الصيف 2.15 ساعة.
ورغم أنها نادراً ما تهطل عليها الثلوج خلال الشتاء، فإن جبل ماونت ويلينغتون في الأغالب ما يشاهد مغطى بالثلوج. ويبقى مكللاً في معظم الفصول. وشهدت المدينة ذاتها خلال القرن الماضي هطولاً للثلوج في المناطق القريبة من الساحل، وتحدث هذه الظاهرة مرة واحدة كل 15 سنة، ولكن المناطق الواقعة على سفوح جبل ماونت ويلينغتون تتلقى الثلوج مرات كثيرة في السنة، ويعود ذلك للكتل الهوائية الباردة التي تصل من القارة القطبية الجنوبية التي تستقر عند المرتفعات، وتعبر هذه الرياح المحملة بالثلج تسمانيا وفكتوريا إلى أن تصل إلى الجبال الثلجية في شمالي فكتوريا وجنوب ويلز الجديدة.
الاقتصاد
توصف هوبارت بأنها ميناء مزدهر مزدحم بالسفن التجارية، وهو يوفر خدمات مهمة لأنشطة السفن الأسترالية والفرنسية المبحرة نحو المحيط المتجمد الجنوبي، ويحمل الميناء السفن سنوياً بألف طن من المواد المختلفة، خاصة سفينة الأبحاث الأسترالية أورورا أوستراليس، وتساوي تجارة المحيط المتجمد الجنوبي نحو 180 مليون دولار تصب في الاقتصاد التسماني، كما تعد هوبارت أيضاً مركزاً مهماً للسفن العابرة خلال أشهر الصيف، حيث ترسو نحو 40 سفينة تجارية خلال الموسم الواحد في الميناء. وتدعم المدينة أيضاً عدداً آخر من الصناعات مثل صناعة صهر الزنك.
وتوفر هوبارت دعماً قوياً للحياة السياحية، ويأتي السياح لزيارة المدينة والمناطق التاريخية في وسط الضواحي الداخلية، ولاكتشاف المطاعم والمقاهي المحلية التي يزعم أهالي المدينة بأنها الأفضل في العالم، فضلاً عن قضاء سهرات جميلة خلال فترات الليل والاستماع إلى الموسيقا. ويأتي السياح إلى المدينة أيضاً لحضور سوق سالامانكا الأسبوعي، فضلاً عن استخدام المدينة قاعدة يمكن الانطلاق منها لاكتشاف كل نواحي تسمانيا.
السكان
بدأت هوبارت تستقبل كوريين جنوبيين وصوماليين، وترسخ وجودهم في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 212 ألف نسمة. وبدأت تبدي في الفترة الأخيرة اهتماماً بالتنوع الثقافي وبالزيادة السكانية المطردة التي أدت إلى تطوير الضواحي الجديدة مثل غليب هيلز وأوك داون، وهناك ضواح أخرى جديدة قيد التطوير. ومن أحدث الضواحي، ضاحية تهدف إلى توطين عائلات كورية مع أبنائهم الطلبة الذين هاجروا إلى المدينة بحثاً عن التغيير، وإيجاد بيئة صديقة. وتوصف الضواحي بأنها زرقاء وخضراء في إشارة إلى النظافة والخضرة الصديقة للبيئة.