في مثل هذا اليوم من 30 يونيو 1946 تم تصدير أول شحنة نفط كويتية.
كونا – 90 عاماً مرت على تصدير أول شحنة نفط كويتية، شهدت العديد من الإنجازات في هذه الصناعة التي تعد المصدر الأساسي للدخل القومي للبلاد، فيما ينتظر الوصول إلى إنتاج 4 ملايين برميل يومياً بحلول 2020. ستحل اليوم ذكرى مرور 70 عاماً على انطلاق الناقلة البريطانية «بريتش فوسيلير»، وعلى متنها أول شحنة نفط كويتية، في حدث تاريخي غير واقع الكويت ومستقبلها ومكنها من تبوؤ مكانة مرموقة بين المنتجين العالميين. وفي تمام الساعة 7 من صباح يوم 30 يونيو 1946 شهدت الكويت احتفالا مهيباً بتصدير أول شحنة من النفط الكويتي، برعاية وحضور المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت آنذاك، وحضور عدد كبير من المسؤولين في البلاد، والحاكم السياسي البريطاني في منطقة الخليج والمعتمد السياسي لدى الكويت الكولونيل هارولد ديكسون وجمهور غفير.
ولأن تاريخ الشعوب والأمم يحوي أياما حولت مجرى التاريخ وكتبت بأحرف من نور بداية عصور جديدة نقلتها من عالم إلى آخر، نجد في تاريخ الكويت أياماً لا تنسى لعل أهمها 30 يونيو عام 1946 عندما أدار الشيخ أحمد الجابر الدولاب الفضي لأول عملية تصدير للنفط الخام بالكويت، معلناً تحولها إلى دولة مصدرة للنفط.
وبدأ تصدير أول شحنة نفط كويتي خام بالبحرعبر الأنابيب وصولاً إلى الناقلة «فوسيلير» التي حملت بـ 10.5 الاف طن من النفط في غضون 11 ساعة و13 دقيقة بمعدل 950 طناً في الساعة. وجاء تصريح الشيخ أحمد الجابر ليوثق هذا التاريخ بقوله «ما من فرد من شعب بلادي وأصدقائي إلا وسيبتهج معي بهذا الحدث السعيد الذي يصب في صالح مستقبلنا ورفاهنا، وأشكر الله الذي منحنا هذه الفرصة للاستمرار في تنفيذ مختلف الإصلاحات التي ننشدها من أجل سعادة ورفاهية الشعب الكويتي». وتبدأ قصة النفط في الكويت مع تأسيس شركة «نفط الكويت» المحدودة عام 1934 في عهد الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت العاشر (1921 – 1950)،
وتأسست في ذلك الحين كشركة مساهمة خاصة بين شركة النفط الإنجليزية المحدودة المعروفة حاليا باسم «شركة البترول البريطانية – بي بي»، وشركة «غالف» للزيت المعروفة حالياً باسم «شيفرون». وخلال العامين 1935 – 1936 تم إجراء أعمال مسح «جيوفيزيائي»، وحفر أول بئر تجريبية في منطقة بحرة بعد توقيع إتفاقية بين الشيخ أحمد الجابر وشركة نفط الكويت المحدودة في 23 ديسمبر 1934، وفي فبراير 1938 تم اكتشاف النفط بكميات تجارية في بئر برقان لكن الكويت لم تستفد من هذه الثروة إلا بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ليتم تصدير أول شحنة من النفط إلى الخارج في 30 يونيو 1946.