ظهور دولة “لبنان الكبير”

مشاركة

 

في مثل هذا اليوم الموافق 1 سبتمبر 1920 أعلن الجنرال غورو دولة لبنان الكبير بعد اعادة ترسيم الحدود بين البلاد التي كانت خاضعة للحكم العثماني ومن بينها سوريا ولبنان، معلناً بيروت عاصمة لها. وتمثل علم الدولة بالعلم الفرنسي تتوسطه ارزة خضراء. ووصفت الدولة الجديدة باسم “لبنان الكبير” على أساس إضافة البقاع وبعض القرى في عكار إلى المنطقة التي عرفت تاريخياً بـ”متصرفية جبل لبنان” الذاتية الحكم والتابعة للامبراطورية العثمانية.

جاء ذلك بعد عدة وفود ترأسها البطريك الياس الحويك الى مؤتمر الصلح، حيث عرض على المؤتمرين مطالب مسيحيي لبنان الرافضة للانضمام لوحدة “سوريا الطبيعية”، وقيام دولة لبنانية مستقلة بضم الاراضي التي سلخت عنه ايام المتصرفية. ورفض مسلمو لبنان هذه الصيغة، لأن الدولة الجديدة جعلت منهم أقلية وهم الذين كانوا جزءاً من الأكثرية المسلمة الحاكمة في العهد العثماني. ولأنهم كانوا يريدون، بعد الانسلاخ عن الدولة العثمانية، الانضمام إلى دولة عربية برئاسة الأمير فيصل تضم سوريا الكبرى، أي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق. لكن سرعان ما بدأت فكرة “الكيان اللبناني” تتبلور عند مختلف الاطراف، فجاء “الميثاق الوطني” ليؤكد عليها بطرحه معادلة “من أجل بلوغ الاستقلال، على المسيحيين ان يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم وأن يتنازل المسلمون عن طلب الانضمام إلى الداخل السوري”.

لكن إدارة الإنتداب مارست وصاية حقيقية على اللبنانيين، وعيّنت حاكماً فرنسيا على دولة لبنان الكبير. حفظ دستور العام 1926 للمفوض السامي الفرنسي صلاحيات مطلقة مكّنته من تعديل الدستور أو تعطيله ساعة يشاء. وتولت إدارة الإنتداب شؤون الجمارك، وأطلقت شركة الريجي التي تحكمت بمزارعي التبغ. لذا اعتبر الاستقلال ناقصاً، فكان على اللبنانيين العمل لنيل الاستقلال التام من دون وصاية أو حماية.

وبعد نضال وطني وفي 8 تشرين الثاني 1943 حررت الحكومة اللبنانية دستور 1926 من النصوص التي تعطي صلاحيات مطلقة للمفوض السامي، فردّت المفوضية العليا الفرنسية باعتقال القيادات السياسية العليا في لبنان في 11 منه وسجنتهم في قلعة راشيا التاريخية، وامتلأت ساحات لبنان بتظاهرات صاخبة في مختلف المناطق، ومن جميع الطوائف، ومورست ضغوط كبيرة من جانب دول عربية وعالمية كبيرة، مما اضطر الفرنسيين إلى اطلاق المعتقلين في 22 تشرين الثاني 1943 الذي اعتُبر عيداً رسمياً لاستقلال لبنان الوطني.

ويبقى “اعلان لبنان الكبير” ذكرى تاريخية لانطلاق نضال في سبيل وطن حر ومستقل، لا يزال مستمراً حتى اليوم.

مشاركة