عرض لوحة الموناليزا

مشاركة

في مثل هذا اليوم من العام (1963)،تم عرض لوحة الموناليزا،في المتحف الوطني للفنون الأمريكي، وهي لوحةٌ فنيةٌ نصفيةٌ تعود للقرن السادس عشر لسيدةٍ يُعتقدُ بِأنها ليزا جوكوندو، بِريشةِ الفنان، والمُهندِس المعماري، والنحّات الإيطالي” ليوناردو دا فينشي”، حيث رسمها خلال عصر النهضة الإيطالية،حيث استخدم دا فينشي في إنهائها طلاء زيتيا ولوحا خشبيا مِنَ الحور الأسود، تعد هذه اللوحة ملكاً للحكومة الفرنسية حيث تعلق هناك على جدار متحف اللوفر خلف لوح زجاجي مقاوم للرصاص وفي بيئة يتم التحكم بمناخها، لقد وُصِفت هذهِ اللوحة بِأنها “أكثر الأعمال الفنية شهرة في تاريخِ الفن، وأكثر عمل فني يتم الكتابة عنه، والتغني به، وزيارته من بينهم”، كما وُصفت أيضًا بِأنها “أكثر الأعمال الفنيّة التي تمت محاكاتها بشكلٍ ساخر في العالَم.”
تولى ليوناردو مهمة تصوير الموناليزا من أجل فرانشيسكو ديل جيوكوندو، وزوجتة، تعني كلمة “مونا “هي اختصار للكلمة (Ma donna) والتي تعني “سيدتي” أي أن موناليزا تعني “سيدتي ليزا”، وليزا هي على الأغلب موضوع اللوحة، وكلمة (Ma donna) كانت تختصر بين عامة الناس في الحديث اليومي إلى (Mona)، أما الاسم الإيطالي (La Gioconda) والفرنسي (La Joconde) فأصلهما يعود إلى الكلمة الإيطالية (jocund) والتي تعني “سعيد” أو “مرح”. كما أن فيها إشارة إلى اسم زوج ليزا الأخير، “جوكوندو”
تعد الموناليزا اليوم -تقريبا أشهر عمل فني في العالَمِ، حيث يصل عدد زوارها إلى الستةِ ملايين زائر خلال السنة الواحدة (80% من زوار متحف اللوفر)، إلا أنَ الموناليزا لم تحظ بهذه الشهرة حتى مطلع القرن العشرين، حيث كانت في ذلكَ الوقت مجرد لوحة مِنْ بين اللوحاتِ العديدةِ التي حظيت بِتقديرٍ عالٍ، لكن مع بداية القرن التاسع عشر بدأ الناس يمدحون دا فينشي وساد اعتقاد حينها بأنه عبقري، ومن ثم بدأت شهرة الموناليزا تنمو تدريجياً مع مطلع منتصف القرن التاسع عشر، يعود سبب شهرتها تلك إلى عدة أسباب مختلفة من أهمها ابتسامتها التي وُصفت بِأنها غامضة ومبهمة، حيثُ حيرت العديد مِن الأشخاص مِثل “سيجموند فرويد “وأساتذة جامعة “هارفارد “وأعداد لا تحصى مِن المشاهدين، إلى جانب ذلك، استخدامه لطريقة الرسم بمنظور من نقطة واحدة في الخلفية، وهنالك أمر يتعلق بجل التكوين الفني لهذه اللوحة، والطريقة التي استخدمها في رسم المنظور الجوي حيث يساهم كل منهم في إيصال الصورة الشاملة لهذه اللوحة.
بالرغم مِن أنّ الحقائق المؤكدة والدقيقة عن اللوحة قليلة، إلا أنه ووفق السيرة الذاتية التي كتبها فاساري عن ليوناردو توضح أنّ دا فينشي قد رسمَ الموناليزا عندما كانَ يعيشُ في فلورنسا وذلك عندما أسندَ إليه فرانشيسكو ديل جيوكوندو، وكانَ تاجرَ حريرٍ فلورنسي ثري، مهمة تصوير زوجته ليزا جوكوندو عام (1503)، أي في عصرِ النهضة الإيطالية، حيث كانا متفقين على تعليقها على حائطِ بيتهما الجديد كنوعٍ مِنَ الإحتفال بإحدى المناسبتين، إما بمناسبة مجيء مولودهما الثاني آندريا، وذلك بعد وفاةِ ابنتهما في  (1499)، أو بمناسبةِ شرائهما المنزل الجديد، استمرَّ دا فينشي بالعملِ عليها إلى أنْ إنتهى منها عام (1519)، كما أخذ دا فينشي اللوحة معهُ مِن إيطاليا إلى فرنسا عندما انتقل إلى هناك بدعوةٍ مِن الملك فرانسوا الأول وانتهى بهِ المطاف بأنّ توفيَ هناك قبل أنّ يُسلمها إلى فرانشيسكو جوكوندو أو زوجته ليزا جوكوندو، وسبب عدم تسليمه اللوحة لأحدِ الزوجين حتى ذلك الوقت غير معروف.

مشاركة