حدث في مثل هذا اليوم الموافق لـ 03 فبراير نشوب ” حروب الأفيون” هي حربان، سميتا بحرب الأفيون، قامتا بين الصين الامبراطورية المحكومة انذاك من قبل سلالة تشينغ وبريطانيا. وفي الثانية، انضمت فرنسا إلى جانب بريطانيا. وكان السبب هو محاولة الصين الحد من زراعة الأفيون واستيراده، مما حدا ببريطانيا ان تقف في وجهها بسبب الأرباح الكبيرة التي كانت تجنيها بريطانيا من تجارة الأفيون في الصين.قامت حرب الأفيون في عام (1839) م، وكان من نتائجها أن أصبحت هونغ كونغ مستعمرة بريطانية. ارتكبت في هذه الحروب مجازر وحشية من البريطانيين وحلفائهم ،وخالفوا كل القيم الدينية والبشرية وعملوا على نشر تعاطي الأفيون بين الشعب الصيني ،استمر هذا الداء مستشريًا في الصين حتى مطلع القرن العشرين حتى قضي على تعاطيه نهائيًا في عهد ماو تسي تونغ القيادي الصيني الشيوعي.
- حرب الأفيون الأولى 1480-1482
عندها قررت بريطانيا التي كانت في اوج قوتها العسكرية في ذلك الوقت اعلان الحرب على الصين لفتح الأبواب من جديد امام تجارة الافيون للعودة من جديد. وبحث البريطانيون عن ذريعة لهذه الحرب فاستخدموا مبدأ “تطبيق مبدأ حرية التجارة” وفي ذلك الوقت كانت بريطانيا قد خرجت منتصرة علي منافسيها من الدول البحرية في حروب نابليون وقامت الثورة الصناعية فيها، وأصبحت الدولة الرأسمالية الاقوي في العالم فلجأت الي فتح اسواق لتصريف منتجاتها الصناعية والبحث عن مصادر رخيصة للمواد الأولية التي تحتاجها لصناعاتها. وكان النظام العالمي في ذلك الوقت يقوم علي مبدئين هما حرية التجارة ودبلوماسية السفن المسلحة. وارسلت بريطانيا في عام1840م سفنها وجنودها الي الصين لاجبارها علي فتح أبوابها للتجارة بالقوة.
استمرت حرب الافيون الأولى عامين من عام(1840) الي عام(1842) واستطاعت بريطانيا بعد مقاومة عنيفة من الصينيين احتلال مدينة “دينغ هاي” في مقاطعة شين جيانج واقترب الاسطول البريطاني من البوابة البحرية لبكين. ودفع ذلك الامبراطور الصيني للتفاوض مع بريطانيا وتوقيع اتفاقية “نان جنج” في أغسطس (1842).
استمرت حرب الافيون الأولى عامين من عام(1840) الي عام(1842) واستطاعت بريطانيا بعد مقاومة عنيفة من الصينيين احتلال مدينة “دينغ هاي” في مقاطعة شين جيانج واقترب الاسطول البريطاني من البوابة البحرية لبكين. ودفع ذلك الامبراطور الصيني للتفاوض مع بريطانيا وتوقيع اتفاقية “نان جنج” في أغسطس (1842).
- حرب الأفيون الثانية 1856-1860
لم تحقق معاهدة “فان جنج” ماكانت تصبوا اليه بريطانيا والقوي الغربية. فلم يرتفع حجم التجارة مع الصين كما كانوا يتوقعون. والحظر علي استيراد الافيون ما زال ساريا.. كما أن البلاط الامبراطوري يرفض التعامل مباشرة معهم لذلك قدموا مذكرة بمراجعة الاتفاقات القائمة التي رفضها الامبراطور. لذلك قررت بريطانيا وفرنسا استخدام القوة مرة أخرى ضد الصين وواتتهم الفرصة عند قيام السلطات الصينية في “جوانج شو” بتفتيش سفينة تحمل العلم البريطاني واعتقال بحاريها وانزال العلم ومقتل مبشر فرنسي، لشن حرب جديدة علي الصين، استطاعت فيها القوات البريطانية والفرنسية دخول ميناء “جوانج شو”.. والاتجاه نحو ميناء تيان القريب من بكين، مما جعل الامبراطور يقبل مراجعة الاتفاقات وتوقيع اتفاقية (تيان جين) في عام(1858) بين الصين وكل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والتي تعطي لهم مزيدا من الامتيازات من أهمها :
- فتح خمسة موانئ جديدة للتجارة الدولية وتحديد الأفيون بصفة خاصة من بين البضائع المسموح باستيرادها.
- حرية الملاحة على نهر اليانج تسي كيانج.
- السماح بدخول المسيحية في أرجاء الصين.
ونصت اتفاقية تيان جن علي التصديق عليها خلال عام من توقيعها. وحين تأخرت الصين في التصديق استخدمت بريطانيا وفرنسا القوة مرة أخرى لتحقيق ذلك واستطاعت قواتهما دخول “تيان جن” في ربيع عام(1860) ثم تقدمت نحو بكين ودخلوها في أكتوبر (1860) وتوجهوا إلي القصر الصيفي للامبراطور الذي يبعد بضعة آميال عن بكين وكان هذا القصر يعتبر من أعظم وأفخم قصور العالم ويحتوي علي آثار تاريخية هامة وقام الضباط البريطانيون والفرنسيون بنهب محتوياته لمدة أربعة أيام، وأضرموا فيه النار بعد ذلك. وعن هذه الحادثة كتب فكتور هوغو عن ذلك فقال «: دخلت العصابتان البريطانية والفرنسية كاتدرائية آسيا..أحدهما قام بالنهب والآخر قام بالحرق.. وأحد هذان المنتصران مليء جيوبه والثاني مليء صناديقه ورجعوا إلي أوروبا يدهم في يد بعض ضاحكين.. ان الحكومات تتحول أحيانا إلي لصوص ولكن الشعوب لا تفعل ذلك..»
اضطر الامبراطور للرضوخ لمطالبهم ووقع اتفاقيات “تيان جن” مع كل من فرنسا وبريطانيا وكذلك روسيا والولايات المتحدة التي منحت امتيازات أكثر أهمها فتح المزيد من الموانيء امام تجارة هذه الدول والاقامة لرعاياهم في بكين.. والتعامل المباشر مع البلاط الامبراطوري وحرية تجول المبشرين في الصين، والتنازل عن كولون وهي منطقة واقعة في الصين والأكثر قربا. وارتفع عدد المدمنين في الصين من مليوني مدمن عام (1850)م ليصل إلى 120 مليوناً سنة (1878)م, ولكن حروب الأفيون لم تنته نهائياً إلا باتفاقية 8 مايو (1911).