هدم جدار برلين بالكامل.

مشاركة

في مثل هذا اليوم من  العام (1989)،تم هدم  جدار برلين ،وهو  جدارا طويلا يفصل شطري برلين الشرقي والغربي والمناطق المحيطة في ألمانيا الشرقية، ولقد كان الغرض منه تحجيم المرور بين برلين الغربية وألمانيا الشرقية، وبدأ بناؤه في (1961)، حيث جرى تحصينه على مدار الزمن.

تعرضت ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية للانقسام إلى دولتين منفصلتين، فصارت ألمانيا الشرقية دولة شيوعية تخضع لسيطرة الاتحاد السوفييتي، أما ألمانيا الغربية فكانت بلد ديمقراطي يتحالف مع عددٍ من القوى العظمى كبريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، وكانت أحاديث تدور في تلك الفترة حول توحيد البلاد، إلّا أن ذلك لم يتحقق فعلاً إلّا بعد مضي فترة طويلة،في الوقت الذي كانت به برلين عاصمة ألمانيا، بالرغم من وقوعها في الشق الشرقي من البلاد، إلّا أنها قد خضعت لسيطرة كافة القوى الكبرى الأربعة، وهي الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، حيث بدأت الانشقاقات تتسلل إلى صفوف أهالي ألمانيا الشرقية، فباتوا يتطلعون للتخلص من حكم الاتحاد السوفييتي والشيوعية، والانتقال إلى الشق الغربي من ألمانيا، وأُطلق عليهم مسمى المنشقين، ومع مضي الوقت بدأت الأعداد بالتزايد تدريجياً، فعّم القلق والتوتر بين قادة الاتحاد السوفييتي في ألمانيا الشرقية، وخلال الفترة ما بين (1949-1959)م انشق ما يفوق 2 مليون شخص عن البلاد، ومع قدوم سنة (1960)م انشق نحو 230 ألف شخص ،وصبّت ألمانيا الشرقية جهودها في منع الناس من المغادرة، إلّا أنّ جميع محاولاتها باءت بالفشل إثر سهولة الانتقال بين شقي المدينة، وبناءً على ما تقدّم فقد اتجه السوفييت نحو بناء جدار برلين  للحيلولة دون استمرار الهجرة إلى غرب برلين، وكان في حداثة عهده مجرد سياج من الأسلاك الشائكة، وتم تحصينه فيما بعد بكتل خرسانية ترتفع لعلو 12 قدماً، وبعرض 4 أقدام .

هدم جدار برلين يعود الفضل في طلب هدم جدار برلين إلى الرئيس الأمريكي رونالد ريجان، حيث طلب ذلك صراحةً خلال خطاب ألقاه في برلين سنة (1987)م أمام زعيم الاتحاد السوفيتي” ميخائيل جورباتشوف” ويعتبر ذلك العام بدايةً لانهيار الاتحاد السوفيتي، حيث كان قد بدأ يفقد السيطرة على ألمانيا الشرقية، وبعد مضي سنوات قليلة أُعلن رسمياً قرار فتح الحدود بين شرق ألمانيا وغربها، بذلك فقد زالت القيود عن حرية تنقل الناس بين شرق ألمانيا وغربها، وأقدم الشعب الألماني على هدم أجزاء كبيرة من الجدار خلال احتفالهم بانتهاء فترة ألمانيا المقسمة، ومع حلول الثالث من شهر أكتوبر سنة( 1990م)، عادت ألمانيا كسابق عهدها موحدة رسمياً.

مشاركة