اغتيال رئيس الجمهورية العربية اليمنية المقدم إبراهيم محمد الحمدي.

مشاركة

حدث في مثل هذا اليوم الموافق ل 1977 .تحل علينا اليوم الذكرى الرابعة والثلاثين لاغتيال  الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي الذي لقي ربه شهيداً في يوم الثلاثـــاء الأسود في حياة اليمنيين الموافــق  : 11 / من أكتوبر عام 1977 م ، بعد أن تربع على رئاسة اليمن ثلاث سنوات كثالث رئيسٍ للشطر الشمالي من الوطن اليمني بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ، وذلك إثر حركة 13 يونيو التي قادها الحمدي واعتبرت العهد الثالث من الجمهورية كما وصفها الشاعر الراحل عبدالله البردوني وهي حركة لا يزال غالبية اليمنيين يرون أنها كانت تمثل ميلاد عهد جديد من التنمية والرخاء والاستقرار وبناء الدولة اليمنية الحديثة وتثبيت النظام الجمهوري وتحقيق أهداف الثورة.

وتكمن أهمية هذه الحركة في أن قائدها لم يصل إلى الحكم عن طريق الانقلاب العسكري أو الدعم الخارجي أو المساندة القبلية أو الاغتيال إنما جاء باختيار ورضا السلطة التي كانت تحكم البلاد آنذاك بعد تأزم الوضع السياسي وانفلات أجهزة ومؤسسات الدولة واستفحال الصراع بين شخصيات الدولة وذلك في أواخر سنين حكم القاضي عبد الرحمن الإرياني زعيم حركة النوفمبريين.

وتأتي ذكرى استشهاد الرئيس الراحل في ظروفٍ استثنائية يعيشها اليمنيون بسبب الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ثمانية أشهر ، للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد من تاريخ : 17 يوليو 1978 بعد ما يقرب من عام على اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي .

رئيس إداري شجاع قوي كان شعاره دائماً:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً   ….  على أي جنبٍ كان في الله مصرعي

لم يورث أبناءه درهماً ولا دينار ، كانت كل الهداي الشخصية التي تأتيه يقوم بوضعها في الخزينة العامة تقول شقيقته صفية : أتذكر يوما كانت زوجته مسافرة وذهبت أقيم معه في البيت , كانت هناك غرفة طلب من أحدهم عدم تركها مفتوحة وإغلاقها وإعطاني المفتاح فتعجبت من هذا الاهتمام بإغلاق الغرفة وأثار ذلك فضولي,ففتحت الغرفة ودخلتها وجدت شنطة كبيرة مليئة بالمال,أغلقتها, بعد ساعتين جاء إبراهيم رحمه الله وأخذ المفتاح وبعد ساعتين استدعاني ولم أجد الشنطة فقلت له أين الشنطة ؟ قال لي أية شنطة ؟ قلت له كانت هنا ومليئة بالأموال, أراني ورقة كانت سند بتحويل تلك الأموال إلى خزينة الدولة, قلت له هذه الأموال خاصة بك لما لم تتركها ربما نحتاج لها؟ قال وما المناسبة ؟قلت المناسبة أنها جت باسمك, قال لما لم تهدى لشخص آخر ؟ لو لم أكن رئيسا لما أهديت لي هذه الأموال وهي ملك الشعب.. هل تريدين أن أسرق مال الشعب؟ قلت له أعوذ بالله.

قالت عنه الأستاذة توكل عبد السلام كرمان – في كلمةٍ ألقتها في مهرجان الذكري الـ 33 لاستشهاد الرئيس إبراهيم الحمدي والذي أقامه شباب حزب التنظيم الوحدوي الناصري 14/أكتوبر/ : إن تجليات العظمة الأخلاقية للشهيد إبراهيم الحمدي تتجلى أيضا في حكمه القائم على العدالة والإنصاف ومراهنته على التصحيح الشفاف، وعدم مساومته على المساواة وسيادة القانون ، في إرساءه لفلسفة الدولة وفي احترام المال العام وهيبة القوانين وقداسة المؤسسات العامة، حتى غدت ثقافة شعبية تقدس كل ما هو عام وتعلي من شأن كل نزيه وتعاقب بازدرائها كل فاسد او مسؤول لا يعطي المال العام حقه من الحفظ والإدارة الرشيدة والأمينة، ثقافة بثها إبراهيم الحمدي على الناس تلقوها بصورة اكبر سرعة وسهولة ..بصورة كافية للاستدلال على عظمة إبراهيم الحمدي كقائد معلـّم وملهم, وأن أعظم مظاهر العظمة لدى تجربة الحمدي على الإطلاق :هي تلك التي تجلت في موقفه الرافض للتمييز الطبقي بين الشيوخ وأبناء القبائل من جهة ، وبين أبناء القبائل وأبناء المناطق التي غادرت النظام القبلي من جهة أخرى ، لقد انحاز للرعايا وساوى بين المناطق والجهات ، يروى عنه قوله أكثر من مرة ” نحن خدام لكم لا مسؤولين عليكم” انه التمييز الايجابي الوحيد الذي تعايش معه الشهيد لصالح المواطنين على مسؤوليهم وإلا فما في دولته خدم وأسياد ، إنها مقتضيات أصول المعرفة الخالصة حين تتوج بالالتزام الصارم.

قصة الاغتيال
في يوم 11/10/1977م وفي الساعة الحادية عشرة والنصف مساءً نقلت إذاعة صنعاء للشعب اليمني وفاة المقدم إبراهيم الحمدي رئيس الجمهورية ومجموعة من رفاقه في حادثة اغتيال دنيء لا يزال الغموض يكتنفه حتى اللحظة. واغتيل برفقة شقيقه عبد الله الحمدي الذي كان قائدًا لأكبر وحدة عسكرية في اليمن ـ لواء المغاوير ـ آنذاك و تم تنفيذ مهمة الاغتيال القذرة  للرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه عبد الله الحمدي في  صنعاء في منزل الغشمي الكائن بالدائري أمام السفارة السعودية .

مشاركة